وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة تهنئة إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمناسبة انعقاد قمة الاتحاد من أجل المتوسط اليوم الأحد بباريس.
وقد سلم هذه الرسالة الملكية للرئيس الفرنسي صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد الذي يمثل جلالة الملك في هذه القمة.
وأعرب جلالة الملك للسيد ساركوزي، في هذه الرسالة، عن خالص تشكراته وأحر تهانئه على هذه "المبادرة الحميدة، المؤسسة لنظام جهوي متجدد، والمحركة لدينامية تشاركية خيرة لهذه المنطقة، التي تعد مهدا للأديان التوحيدية، وأرضا خصبة وملتقى لتفاعل حضارات عريقة".
وقال جلالته إنه "من واجبنا العمل على بذل قصارى الجهود لتجسيد الأهداف التي نتوخاها من هذا المشروع، غايتنا المثلى، بناء فضاء للسلم والأمن، والتنمية والازدهار، والتبادل والحوار بين شعوب الضفتين".
وأضاف جلالة الملك "إننا نعتبر أن نجاح هذا المشروع المشترك، ومصداقية عملنا الجماعي، يجب أن يجدا تجسيدهما الفعلي في ترسيخ طمأنينة وسكينة الأنفس، وتسهيل المصالحة بين الشعوب، والتعارف بين الناس بقلوب سليمة ".
كما جدد جلالته للرئيس ساركوزي التزامه الشخصي وإرادة المملكة الراسخة والقوية لـ "العمل سويا معكم على التفعيل الأمثل لمبادرتكم المقدامة، من أجل بلوغ أهدافها النبيلة".
وفي يلي نص هذه الرسالة : فخامة الرئيس وصديقي العزيز، " ، أود بمناسبة انعقاد قمة باريس، بشأن الاتحاد من أجل أود، بمناسبة انعقاد قمة باريس بشأن الاتحاد من أجل المتوسط، أن أعرب لكم عن خالص تشكراتي وأحر تهانئي على هذه المبادرة الحميدة، المؤسسة لنظام جهوي متجدد، والمحركة لدينامية تشاركية خيرة لهذه المنطقة، التي تعد مهدا للأديان التوحيدية، وأرضا خصبة وملتقى لتفاعل حضارات عريقة.
ويشكل هذا الحدث اعترافا مستحقا، وتقديرا جديرا، للجهود الدؤوبة التي بذلتموها شخصيا، عن إيمان واقتناع وعزيمة، من أجل انبثاق هذا المشروع الذي ينم عن نظرة ثاقبة، وعن تبصر وبعد نظر. كما أنه يكرس الالتزام بالعمل من أجل تجسيد هدف أسمى، مشترك بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
ولقد كان لتفضلكم باختيار مدينة طنجة، في أكتوبر الماضي، لإلقاء خطابكم التاريخي، بشأن هذا الاتحاد الواعد، الوقع الكبير لدى المملكة المغربية، التي ساندت بقوة مبادرتكم، منذ إعلانكم عنها، وفي سائر مراحل إطلاقها وبلورتها.
وبهذه الالتفاتة القوية والمعبرة، فقد أكدتم وثوقكم ودعمكم للالتزام المتوسطي الراسخ والثابت للمملكة. ولا غرو في ذلك، فقد استبشرنا خيرا بالمشروع الواعد، غداة إعلانكم عنه، معتبرينه فرصة سانحة لإعطاء مفهوم التضامن الجهوي مدلوله الكامل والملموس. كما تعاملنا معه بالتزام، باعتباره مناسبة مواتية لفتح آفاق تعبوية أمام الشراكة الأورو-متوسطية، بكيفية تمكن من الاستغلال الأمثل لكل طاقاتها ومؤهلاتها ؛ وبما يوطد دعائمها.
وفضلا عن إعادة الاعتبار للهوية الاستراتيجية للبحر الأبيض المتوسط، في وجه مختلف التحديات، المعقدة والحقيقية التي تواجهها، فإن مبادرتكم تستمد توجهها ورسالتها الموحدة والتآلفية من الرصيد الثمين والطاقات المتكاملة، التي تزخر بها المنطقة.
لقد شكلت المقاربة العملية المعتمدة، ونمط الحكامة المتساوي المقترح، والانفتاح المنشود على فاعلين جدد، ترابيين أو من المجتمع المدني حافزا لانخراطنا التام في هذا المشروع. كما أنها كانت مبررا لالتزامنا، ولعملنا الدؤوب والبناء، للمساهمة في الدفع قدما به في مختلف مراحل بلورته.
وعلاوة على ذلك، فإن مختلف المشاريع ذات الجوهر الاندماجي، التي تحفل بها المبادرة، وكذا مصادر التمويل المتسمة بالتجديد في استكشافها، لتبشر بإعادة تشكيل موفق لنماذج الشراكة التي تم تجريبها لحد الآن، وذلك باعتماد مقومات وآليات ناجعة وجديدة.
فخامـة الرئيـس، إن الطموحات لجد كبيرة، وهي في مستوى جسامة التحديات التي يتعين رفعها. كما أن الانتظارات قوية وعريضة، ولكنها بدورها تسمو إلى الدرجة الرفيعة للأماني التي أثارها هذا المشروع، والآمال المعلقة عليه.
لذا، فإن من واجبنا العمل على بذل قصارى الجهود لتجسيد الأهداف التي نتوخاها من هذا المشروع، غايتنا المثلى، بناء فضاء للسلم والأمن، والتنمية والازدهار، والتبادل والحوار بين شعوب الضفتين.
وفي هذا الصدد، فإننا نعتبر أن نجاح هذا المشروع المشترك، ومصداقية عملنا الجماعي، يجب أن يجدا تجسيدهما الفعلي في ترسيخ طمأنينة وسكينة الأنفس، وتسهيل المصالحة بين الشعوب، والتعارف والتقارب بين الناس، بقلوب سليمة.
وعهدا لكم فخامة الرئيس، على مواصلة السير قدما على هذا المسار الشاق حقا، ولكنه مشوق ومحفز في نفس الوقت، وعلى العمل سويا معكم على التفعيل الأمثل لمبادرتكم المقدامة، من أجل بلوغ أهدافها النبيلة، أجدد لكم الإعراب عن التزامي الشخصي، وعن الإرادة الراسخة والقوية للمملكة المغربية.
وتفضلوا، فخامة الرئيس وصديقي العزيز، بقبول أسمى مشاعر مودتي وتقديري ".