" الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
صاحب الجلالة الإمبراطور،
صاحبة الجلالة الإمبراطورة،
أصحاب السمو،
معالي الوزير الأول،
أصحاب السعادة، حضرات السيدات والسادة،
نود أن نعبر لكم، جلالة الإمبراطور، عن عميق سعادتنا، بزيارة بلدكم العظيم، بدعوة كريمة من حكومتكم الموقرة، وعن خالص شكرنا، لما حظينا به والوفد المرافق لنا، من حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة. مستحضرين ما ترسخ في ذاكرتنا، عن أول زيارة لبلدكم سنة 1987، من إعجاب بتقدمها.
وها نحن نؤكد بلقائنا اليوم، عزمنا الصادق على تعزيز آليات التعاون المثمر، القائم بين بلدينا الصديقين، وتوسيع مجالاته، وبرامجه التنفيذية. داعين رجال الأعمال المغاربة واليابانيين إلى تقوية وتنشيط حركة الاستثمار المشترك، أسوة بالقطاع العام. منوهين بدعم حكومتكم الفاعل، للمشاريع التنموية ببلادنا.
وإذ نشيد بما يبذله بلدكم، من مساعدات سخية، لصالح تنمية الشعوب الإفريقية، التي ما فتئ المغرب يسعى، بكل إمكاناته، لتحسين ظروف عيشها، فإننا نؤكد استعدادنا لإقامة شراكة حقيقية، ضمن مخطط مؤتمر طوكيو الدولي، لتنمية إفريقيا، ولبلورة تعاون ثلاثي، تتضافر فيه طاقات ومؤهلات بلدينا، لفائدة شعوبها الشقيقة، خاصة منها بلدان جنوب الصحراء.
أما على المستوى الدولي، فإننا نعرب عن ارتياحنا، لتطابق وجهات النظر، في القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولانخراطنا الفاعل في المجهودات الدولية، لمحاربة آفة الإرهاب، وإرساء الأمن والاستقرار، بالإسهام في فض النزاعات، في شتى أنحاء المعمور، من خلال تعزيز دور الأمم المتحدة. كما نقدر ما لبلدكم العظيم من مؤهلات، للنهوض بدور أهم، داخل المنظومة الأممية، في معالجة القضايا الجهوية والعالمية، وإيجاد حلول سلمية لها، في نطاق الشرعية الدولية.
وفي هذا الصدد، نؤكد حرص المغرب على إيجاد حل سياسي تفاوضي، للنزاع المفتعل، حول قضية الصحراء المغربية، من خلال إقامة حكم ذاتي. حل نهائي ومنصف، مكفول بالشرعية الأممية، يضمن لكافة سكانها تدبير شؤونهم الجهوية، في إطار سيادة المملكة المغربية، ووحدتها الوطنية والترابية، ويمكن من بناء الاتحاد المغاربي.
وبصفتنا رئيسا للجنة القدس، فإننا نؤكد انخراطنا المستمر في المساعي الدولية، الرامية إلى إيجاد حل عادل وشامل ودائم، للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، بالتفعيل الأمثل لخارطة الطريق. كما نجدد وقوفنا إلى جانب العراق الشقيق، في سبيل استرجاع استقراره، ووحدته وسيادته. منددين بالإرهاب الأعمى، الذي يذهب ضحيته الأبرياء.
صاحب الجلالة الإمبراطور،
إن ما عبرتم عنه شخصيا، في حقنا وحق شعبنا، من صداقة وتقدير، وما أبدته الحكومة اليابانية الموقرة، من تفهم لقضايا بلادنا، ودعم لتنميتها، وما نتقاسمه من تشبث راسخ بهويتنا، وانفتاح على الحداثة والقيم الكونية. كل ذلك يشكل حافزا قويا للرقي بعلاقاتنا المتميزة، إلى المستوى الأمثل لشراكة نموذجية متعددة الأبعاد.
وإذ أرجو للصداقة المغربية اليابانية المزيد من الرسوخ والإزدهار، أدعوكم أصحاب السمو والمعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، إلى الوقوف تكريما لصاحب الجلالة الإمبراطور، ولعقيلته الموقرة، صاحبة الجلالة الإمبراطورة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".