"الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول وآله وصحبه
أطفالنا الأعزاء
حضرات السيدات والسادة
يسعدنا بمناسبة تخليد بلادنا لليوم الذي جعل منه والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه يوما وطنيا للطفولة ان نخاطب هذا الجمع المبارك طفولة وفعاليات وخبراء الملتئم لتقييم ما تم انجازه أو برمجة ما يتعين تحقيقه من مزيد المكاسب لفائدة ثروة المغرب الأولى المتمثلة في ناشئته المواطنة وموارده البشرية الموءهلة.
ولنا اليقين في ان المنهج الواقعي الذي طبع أعمالكم منذ تأسيس المرصد الوطني لحقوق الطفل برئاسة شقيقتنا صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامريم كمؤسسة وطنية متخصصة في قضايا الطفولة تلتقي في فضائها مختلف القطاعات الحكومية وهيآت المجتمع المدني لكفيل برفع كل التحديات من خلال حوار جاد ومثمر يهدف إلى ارساء خطة وطنية تجسد مدى اهتمامنا الفائق بالنهوض بأوضاع الطفولة ببلادنا وعطفنا السامي على أطفالنا وإدماج هذه الخطة في المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي الذي نحرص على انجازه باعتباره مشروع أمة والذي يشكل تكريسنا لانصاف المرأة وضمان حقوق الطفل وصيانة كرامة الرجل في المدونة الجديدة للأسرة المتماسكة أحد وسائله وأهدافه الأساسية.
وبالرغم مما حققته بلادنا من تقدم مهم في المجالات المرتبطة بحماية الطفل والنهوض بأوضاعه كالتربية والتعليم والوقاية والحماية والتحسيس بمخاطر العنف والاستغلال وسوء المعاملة فاننا نعتبر ان بلوغ ما نتوخاه لطفولتنا وأجيالنا الصاعدة من تنشئة سليمة وكرامة مصونة وتأهيل لرفع تحديات عصرهم يحتم على الجميع مضاعفة الجهود على كافة المستويات موءمنين بقدرتنا على تجاوز كل المعيقات ومعربين عن وفائنا بالتزاماتنا الدولية ودعمنا الكامل للبرامج الهادفة التي تعتني بها شقيقتنا صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم.
"واننا لندعو كل الفاعلين في هذا المجال حكومة وهيآت عمومية وجماعات محلية ومجتمعا مدنيا وقطاعا خاصا ومؤسسات إعلامية للمزيد من التعبئة والتنسيق للنهوض بأوضاع طفولتنا في إطار خطة مندمجة للعشرية الثانية وتوفير كل الوسائل الكفيلة بتفعيلها لتنشئة الطفل بما يضمن تفتحه ومساهمته في بناء شخصيته ومجتمعه وتحقيق مواطنته الكاملة، وذلك بالقضاء على كل عوائقها كالفقر والتهميش والأمية والأمراض الخطيرة أو المعدية وتمكين ناشئتنا من الخدمات الاجتماعية الأساسية ولاسيما في الأحياء المهمشة وفي العالم القروي وللأطفال في وضعية صعبة.
واننا لحريصون على ضمان التربية الديموقراطية للأطفال معتزين بإسهامهم الفعال بكفاءة ووعي بالمسؤولية في دورات برلمان الطفل أو في الملتقيات الدولية عاملين على تشجيعهم على التشبع بمكارم الأخلاق الانسانية وبثقافة حقوق وواجبات المواطنة والمشاركة في حسن تدبير الشان العام والمبنية على التسامح واحترام اختلاف الرأي ومناهضة كل أشكال التطرف والعنف والكراهية وسوء المعاملة والغيرة الوطنية وحب الحياة الكريمة في بيئة سليمة واحترام القانون والتعايش والتفاعل الإيجابي مع كل الثقافات والحضارات الانسانية والديانات السماوية والمثل الكونية لحقوق الانسان في وفاء لهويتهم المغربية الأصيلة والمتميزة وانفتاح علقلاني على عصرهم.
فعليكم وفقكم الله ان تبذلوا قصارى جهودكم لجعل الخطة الوطنية تجسد إرادتنا السامية وعملنا الدؤوب على أرض الواقع في مجال الطفولة بما يتلاءم والتزاماتنا الدولية وهويتنا العريقة وان تتخذوا كافة التدابير الضرورية لجعل بلادنا تقدم النموذج الأمثل في رعاية حقوق الطفل مهيبين بكل القوى الوطنية الحية في بلادنا ان تعمل متضامنة على تحقيقه متجاوبة في ذلك مع الإرادة المشتركة لجلالتنا ولشعبنا الوفي.
سدد الله خطاكم وأعاننا جميعا على تحقيق ما نتوخاه من تمكين طفولتنا من اكتساب المعرفة والإخلاص في العمل الجاد الذي يعد عماد رفع التحديات التي تواجه بلدنا في عالم متسارع بالتحولات بروح الثقة والاجتهاد والتفاني في بناء مغرب الوحدة والديموقراطية والتضامن الاجتماعي والتحديث الاقتصادي والإشعاع الدولي لخير كل فئات وجهات وطننا العزيز ولفائدة ناشئتنا التي ستكون شبيبة المغرب في بداية العقد القادم وما ذلكم على همتنا بعزيز.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".