(تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة)
" الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
حضرات السيدات والسادة،
يطيب لنا أن نخص حفل تسليم "جوائز للا حسناء للشواطئ النظيفة"، برسم موسم 2009، بمدينة الجديدة العريقة، بهذه الرسالة. مشاطرين إياكم الاحتفاء بالذكرى العاشرة لإطلاق البرنامج الهادف إلى الحفاظ على نظافة الشواطئ الوطنية.
ونود، في البداية، الإعراب عن إشادتنا بما تبذله شقيقتنا العزيزة، صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة "مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة" من جهود سخية، في سبيل الارتقاء بجودة شواطئنا وحمايتها، والمساهمة في انبثاق دينامية حقيقية، لخلق جو من التنافس المثمر بين مختلف الشواطئ الوطنية.
كما نجدد تنويهنا بمبادرات هذه المؤسسة الرائدة، التي تندرج في نطاق مواكبة المسار التنموي، الذي نقوده، ببرنامج متناسق ومتواصل، للتوعية والتربية على الحفاظ على الموارد والثروات الطبيعية لبلادنا، ضمن تنمية مستدامة.
وفي هذا الصدد، نعتبر برنامج "شواطئ نظيفة"، نموذجا للعمل الميداني على صيانة شواطئنا، وإشاعة ثقافة الحفاظ على البيئة، باعتماد الشراكة وتضافر جهود كافة المتدخلين.
حضرات السيدات والسادة،
إننا نسجل بكامل الارتياح، بعد عشر سنوات على إطلاق هذا البرنامج الطموح، التطور الإيجابي للوضع البيئي للشواطئ الوطنية. وهو ما تجسد على أرض الواقع، من خلال اعتماد معايير العلامة الدولية "اللواء الأزرق"، لجعل شواطئنا تستجيب للمواصفات الدولية، والحد تدريجيا، من صرف النفايات مباشرة إلى البحر، واعتماد التدابير الإدارية اللازمة، لوضع حد للاستغلال العشوائي للرمال الشاطئية.
وفي نفس السياق، أود الإشادة بالجهود الدؤوبة، التي تبذلها الجماعات المحلية، الناهضة بمسؤوليتها في التدبير الجيد للفضاءات الشاطئية، وتوسيع وتحسين الخدمات الصحية. فضلا عن التوجه لاعتماد تدبير عقلاني للرياضات المائية، وكذا تحسيس المواطنين بضرورة الالتزام بالحفاظ على بيئتهم.
لكن، وبالرغم مما تحقق من مكتسبات هامة، فإنه يتعين بذل المزيد من الجهد، لضمان استمرارية هذه المبادرات البناءة ؛ باعتبار البيئة رصيدا مشتركا للأمة، ومسؤولية جماعية لأجيالها الحاضرة والمقبلة.
ومن هذا المنطلق، نهيب بكافة الفعاليات المعنية بمجال البيئة، وفي مقدمتها "مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة"، للانخراط الفاعل في بلورة ميثاق وطني شامل للبيئة، الذي دعونا إليه في خطاب العرش، بما يكرس وضع القضايا البيئية في صلب مختلف البرامج التنموية.
وفي هذا السياق، ندعو إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين البرامج الميدانية للسلطات العمومية، والأنشطة التربوية لهيآت المجتمع المدني، من أجل توعية حقيقية للمواطنين. كما يجدر الانكباب على استكمال الإطار القانوني اللازم للتدبير المندمج للساحل، في إطار منظور شمولي للتنمية المستدامة.
وبموازاة مع أعمالها الميدانية، فإننا واثقون بأن هذه المؤسسة الفاعلة، لن تدخر جهدا، على الصعيد الوطني، لمواكبة مبادرات السلطات العمومية، ودعم برامج التحسيس والتوعية، وكذا مواصلة انخراطها الفاعل، جهويا ودوليا، وخاصة في المبادرة "coast day" المتوسطية "يوم الشاطئ" لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وفي هذا الصدد، نتقدم بأحر تهانئنا لشقيقتنا الغالية، صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء على تعيينها، عن جدارة واستحقاق، "سفيرة الساحل"، من قبل خطة عمل البحر الأبيض المتوسط، التي تدعمها منظمة الأمم المتحدة.
ونود مشاطرتكم الاعتزاز بهذا التقدير الجهوي والدولي، لجهودها الخيرة في مجال الحفاظ على البيئة، ومواجهة كافة المخاطر المهددة لسلامتها وتوازنها وجماليتها.
كما نعبر عن تهانئنا للفائزات وللفائزين في هذه الدورة بجوائز، بقدر ما هي استحقاق لجهودهم الدؤوبة، فإنها تعد تشجيعا وتحفيزا للجميع على الانخراط القوي في هذا المجهود الوطني، كل من موقعه، للإسهام في ما نتوخاه من توفير شروط التنمية المستدامة لبلدنا، والعيش الحر الكريم لكل المغاربة، في بيئة سليمة. ومن معالمها الحضارية الشواطئ النظيفة، كفضاء للتآلف الاجتماعي، وكرمز للبسمة والأمل وحب الحياة.
ولا يفوتنا بهذه المناسبة، التأكيد لكم أنكم ستجدون دوما لدى جلالتنا، الدعم الموصول، والمباركة الكريمة للأعمال والمبادرات النبيلة، لهذه المؤسسة الرائدة، التي تحظى بسامي رعايتنا ؛ منوهين بمساعدي رئيستها شقيقتنا العزيزة، صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، من رئيس منتدب، وطاقم إداري وتقني، وكذا بكافة شركائها.
والله تعالى نسأل أن يرزقكم موصول التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته."