"الحمد لله وحده ولا يدوم إلا ملكه
من محمد السادس ملك المملكة المغربية
إلى جناب السيد دوني هاسترالناطق باسم مجلس النواب الكونغرس - واشنطن
جناب السيد المحترم..
كان والدنا المرحوم صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني أعد جوابه على تصريح الصداقة الذي وقعه معكم مائة و عشرة من أعضاء كونغرس الولايات المتحدة الأمريكية والذي وجهتموه إلى جلالته مع رسالتكم المؤرخة في 22 مارس 1999 و لكن الموت فاجأه قبل أن يتمكن من إرساله إليكم صحبة موفد خاص.
و تتميما لقصد والدنا المرحوم يسعدنا اليوم أن نبعث إليكم بجوابه مطبوعا بطابعه راجين أن يطلع عليه زملاؤكم المحترمون بالكونغرس و أن تجدوا فيه تأكيدا لكل المبادئ والقيم التي كان يؤمن بها و التي حفزتهم على توقيع "تصريح الصداقة" الموجه إليه تقديرا له رحمه الله و تنويها بسياسته.
و نغتنم الفرصة المتاحة لنؤكد لسيادتكم و للسادة زملاءكم أعضاء الكونغرس أننا سنلتزم في عهدنا الجديد بالسياسة الحكيمة التي كان والدنا ينهجها في حياته الرامية إلى ترسيخ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسلوك سبل الحوار والإقناع في معالجة القضايا والمشاكل الدولية والعمل على إشاعة التعارف والتفاهم والتعاون بين الدول والشعوب كما أننا سنبقى أوفياء للصداقة المكينة العميقة التي تطبع علاقات مملكتنا بالولايات المتحدة الأمريكية والتي دشنها جدنا المنعم سيدي محمد الثالث والرئيس الأمريكي العظيم جورج واشنطن.
مؤكدا لكم جناب السيد دوني هاسترت أصدق مشاعر المودة والتقدير.
وحرر بالقصر الملكي بالرباط في يوم الأربعاء 13 جمادى الأولى عام 1420 ه الموافق 25 غشت 1999 م.
محمد السادس
ملك المغرب"